الصحة الجيدة تبدأ من الصحن
إن الثلاجة الحافلة باللحمة والبيض والحليب تمثل وصفة مؤكدة لأمراض القلب والسرطان والسمنة والسكري والعجز الجنسي. لذلك لا عجب في أن منظمات الصحة الرائدة في العالم تنصح بالتغذية النباتية
في السنوات الأخيرة أثبت عدد متزايد من الدراسات العلمية ما كنا نعرفه من زمان، وهو أن ثمة صلة وثيقة بين الغذاء الذي يدخل أجسامنا وبين صحتنا، ولكن لسنا جميعا نعرف بالضبط ما يدخل جسمنا
هل كنت تعلم?
احتمال النباتيين في الوفاة
بأمراض القلب والأوعية الدموية أقل بنسبة 24% مقارنة بآكلي اللحوم.
وما تعرض له طعامنا قبل أن يصل إلى الطبق، بل لو أننا عرفنا، لربما كنا فقدنا شهيتنا. حاولوا مثلا تخيل عبوة الدجاج المجمد المكتوب عليها: المحتويات: ديك (منزوع الرأس والقدمين)، مضادات حيوية، معادن سامة (الكادميوم)، مبيدات الحشرات (الهيدروكربونات المكلورة، الفسفور العضوي)، جراثيم السلمونيللا والإي-كولي". فيما يضاف إلى هذه القائمة في حال السمك المجمد مادة الزئبق وروث الدجاج، والذي يستخدم كغذاء في صناعة السمك. ورغم أن الأساليب الصناعية في تربية الحيوانات المخصصة للأكل تقوم على إدخال المواد الضارة باختلاف انواعها في أجسام الحيوانات، إلا أنه حتى بدون هذه المواد، فإن اللحم ليس طعاما صحيا فعلا.
الصحة والغذاء
هل كنت تعلم?
الدراسات وجدت صلة مباشرة بين كثرة استهلاك اللحم وارتفاع خطر الإصابة ب 12 من أنواع السرطان، منها سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان البروستاتا.
تراكمت خلال السنوات الأخيرة الدراسات التي تثبت أن استهلاك الغذاء الحيواني من لحم وحليب وبيض يزيد بشكل مثير من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والتي تعتبر أهم أسباب الوفاة في البلدان الغربية. وتعزز هذه المكتشفات العلمية اعتراف المؤسسة الطبية بفوائد النظام الغذائي النباتي، حيث تتزايد باستمرار منظمات الصحة التي تنصح بتبني النظام الغذائي النباتي أو النباتي الصرف كنمط حياة صحي.
هل كنت تعلم?
دراسة قامت بمسح 135 الف شخص كشفت أن احتمال الإصابة بسرطان المثانة
أعلى بنسبة 52% عند من تناولوا الدجاج المشوي بدون الجلد على فترات متقاربة.
يقضي موقف منظمة التغذية الأهم والأكثر نفوذا على مستوى العالم،
وهي جمعية خبراء التغذية الطبيين الأمريكية (ADA)، بأن التغذية النباتية أو النباتية الصرفة، ينصح بها الجميع، سواء كانوا أطفالا في سن النمو أو سيدات حوامل أو مرضعات أو رياضيين أو مسنين. فاعتمادا على إجمال لجميع الدراسات الموجودة في هذا المجال تقضي الجمعية بأن التغذية النباتية توفر جميع احتياجاتنا الغذائية، بل قادرة على مساعدتنا في تجنب بعض الأمراض، ومنها بعض أنواع السرطان والسكري وأمراض القلب، وارتفاع الكولسترول أو ضغط الدم. وقد توصل إلى نتائج مماثلة كل من
وزارة الصحة الأمريكية والجمعية الطبية البريطانية وجمعية "أطباء من أجل طب مسؤول" والتي تضم في صفوفها 5000 طبيب وعالم.
هل كنت تعلم?
دراستان علميتان تم إجراؤهما سنة 2006 اكتشفتا أن الغذاء الغني بالطعام النباتي يقلل احتمال الإصابة بالعجز الجنسي وقد يخفف من أعراضه.
وقد وجدت الدراسات أيضا صلة واضحة بين التغذية الصحية والعجز الجنسي، حيث قارنت
دراستان علميتان تم إجراؤهما سنة 2006 بين رجال يعانون من اضطراب الوظائف الجنسية وآخرين يتمتعون بالوظائف الجنسية السليمة، فتوصلتا إلى أن التغذية الغنية بالطعام النباتي تقلص خطر الإصابة بالعجز الجنسي، بل قد تحسن وضع من أصبحوا فعلا يواجهون مشاكل في هذا المجال.
خبز + حمص بالطحينة = بروتين كامل
إن أهم سبب في الصحة الجيدة التي يتمتع بها النباتيون يكمن في استهلاكهم لكمية أقل من الدهون المشبعة (الحيوانية) وكمية أقل من البروتينات الحيوانية (التي تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان)، وكمية أكبر من الفيتامينات والألياف الغذائية، علما بأن الألياف الغذائية لا تحتويها إلا الأطعمة النباتية، ولا سيما الحبوب والخضراوات. ولماذا يهم استهلاك الألياف الغذائية؟ لأنها تساعد الجسم على التخلص من السموم والكولسترول بدل امتصاصها، فضلا عن أنها تساهم في استقرار مستوى السكر في الدم، ما يجنبنا الشهية المفرطة المؤدية إلى السمنة.
ومثلما هو في أي نظام غذائي، حيوانيا كان أم نباتيا، يجب الحرص على تنوع الأطعمة المستهلكة، لتزويد الجسم بكافة العناصر الغذائية المهمة. وقد أجملت ذلك منظمة "أطباء من أجل طب مسؤول" ضمن نموذج "صحن القوة"، والذي ينصح بالتغذية المعتمدة على الخضراوات والفواكه والحبوب والبقول.
وينتج عن جمع الحبوب بالبقول بروتين كامل يتضمن جميع الأحماض الأمينية، والتي تعتبر العناصر الأساسية التي يحتاج إليها الجسم، علما بأنه ليس من الضروري استهلاك الحبوب والبقول في نفس الوجبة، مع أنه أمر سهل، حيث يمكن مثلا أكل سندويش الحمص بالطحينة، أو الأرز بالفاصوليا أو البازيلا وما شابه ذلك. كما تحتوي الصويا أيضا على البروتين الكامل.
إن أكل البقول من أفضل ما يمكنكم عمله من أجل صحتكم (مع إمكان حل مشكلة الغازات من خلال الطهي الصحيح). فالبقول غنية ليس بالبروتين وحده، وإنما بكمية لا بأس بها من الكالسيوم، ولا سيما الصويا والفاصوليا، وهي بالطبع غنية بالحديد، ولا سيما العدس، علما بأن الحديد موجود أيضا في الخضراوات، وإن كنتم لا تحبون الخضار، فإنه موجود في الطحينة كذلك.
ويضمن النظام الغذائي الغني بالفاكهة والحبوب والبقول سهولة الحصول على وفرة من الفيتامينات. والفيتامين الوحيد الذي ينصح باستهلاكه كمضاف غذائي، هو ب 12 الذي يمكن الحصول عليه ضمن أقراص بطعم الكرز (وهي نصيحة موجهة أيضا لأكلة اللحوم، لأن 30% من الذين يأكلون اللحم الحلال يعانون من نقص في هذا الفيتامين).