أن تكون فرخا
لنتعرف على حياة الفراخ البرية مقارنة بحياة الديك في تصنيع اللحوم والدجاج في تصنيع البيض
لقد تغيرت حياة الفراخ كثيرا خلال العقود الأخيرة، ففي السابق كان الفرخ يخرج من البيضة ويخرج إلى النور من بين ريش أمه الدجاجة، ثم كان يتعرف شيئا فشيئا على بيئته وينقر في الأرض، بل ويطير بين الشجر.
يخرج الفرخ من البيضة على صينية معدنية بين آلاف الفراخ التي يتم تفقيسها في ماكينة بالمفرخة الصناعية، علما بأن العديد منها لن يسعفها الحظ لتخرج من المصنع وهي على قيد الحياة لأنه سيتم قتلها في أول أيام عمرها، علما بأن الفراخ يتم فرزها بعد خروجها من البيض على سير ناقل، حيث ينقل ما يبدو منها ضعيفا أو مريضا إلى الإعدام في ماكينة تقوم بتهشيم أجسامها، أو يحتضر ببطء في أكياس القمامة.
وهو أيضا مصير ملايين الفراخ الذكور والتي ساء حظها في الانتماء إلى نوع يتم استعماله في صناعة البيض. ويوجد اليوم نوعان من الفراخ، هما تلك التي تستعملها صناعة البيض والتي تخضع للتشويه الوراثي لجعلها تبيض عشرين ضعفا مما تبيضه في الطبيعة، وتلك التي تستخدمها صناعة اللحوم والتي تخضع هي الأخرى للتشويه الوراثي لكي تنمو أجسامها بوتيرة سريعة. أما الفراخ الذكور من النوع المستخدم في صناعة البيض فلا تنمو بسرعة كافية، لتصبح غير مربحة، فيصدر الحكم عليها بالإعدام.
حياة الديك في الحظيرة: المضادات الحيوية والعاهات وصعوبة التنفس
خلال أسابيع عمره المعدودة تحتفظ صناعة اللحوم بالفرخ داخل حظيرة مزدحمة تنبعث منها الروائح الكريهة، حيث يتمرغ بروث آلاف الفراخ. ويلاقي الفرخ صعوبة في التنفس من جراء ابخرة الأمونيا المتصاعدة من البول والروث، كما يصاب جلده وأحيانا يصيبه العمى كذلك. ويتلقى الديك في صناعة اللحوم أنواعا كثيرة من المضادات الحيوية يوميا، يحتاج إلى بعضها ليتمكن من التعامل مع الملوثات التي تضمها الحظيرة، والبعض الآخر لتسريع نموه.
ولكثرة الطلب على صدر الديك (المصنوع منه الشنيتسل الذي يتهافت عليه ابناء الشعوب الأوروبية وغيرها)، بادرت صناعة اللحوم إلى إيجاد أنواع من الديكة التي ينمو عندها الصدر بسرعة ليبلغ أبعادا ضخمة، ما يعيق وظيفة القلب والرئتين واللذين يبقيان في حجم قلب ورئتي الفرخ العادي. ولهذا السبب يعاني العديد من الفراخ صعوبات في التنفس وتستصعب قوائمها تحمل وزن الصدر، ما يعرض أكثر من نصفها إلى الإعاقة. وكثيرا ما تعجز قائمتا الفرخ عن حمله، ليموت جوعا وجفافا لتعذر وصوله إلى إناء الماء والأكل.
ويبلغ متوسط العمر المتوقع للديك في الطبيعة نحو عشر سنوات، ولكنه في صناعة اللحوم يتم ذبحه بعد 42 يوما فقط من خروجه من البيضة، علما بأنه في ظروف الطبيعة لا يزال وهو في هذا العمر ينام في الليل تحت جناحي أمه. وفي يوم الذبح يلقى الفرخ بعنف في شاحنات النقل ليمضي فيها ساعات وساعات من السفر في ظروف صعبة من الازدحام والعطش والاختناق. وفي المسلخ يتم قطع رقبته ويترك لينزف.
دجاجة البيض – في القفص طوال العمر
أما الدجاجة التي يتم شحنها إلى حظائر صناعة البيض فتعمر أكثر، ولكن ذلك ليس في صالحها، حيث يتم الاحتفاظ بها في قفص مزدحم يدعى "قفص بطارية" لكون الأقفاص مرتبة في صفوف فوق بعضها البعض من الأقفاص المزدحمة، حيث لا تزيد المساحة المخصصة للدجاجة الواحدة عن 440 سمم مربع، وهي أقل من مساحة ورقة A4. وتعجز الدجاجة عن التحرك، ناهيك عن فرد جناحيها أو الوقوف المستقيم. أما أرضية القفص فعبارة عن شبكة منحنية تجرح قائمتي الدجاجة وبطنها. ويؤدي الازدحام والملل بالدجاج إلى العنف، حيث تنقر بعضها بعضا، وقد يصل بها ذلك إلى الموت، مما يجعل منتجي البيض يقطعون منقار الدجاجة بحد سكين شديد الحرارة دون تخدير عام أو موضعي.
وحين يتراجع إنتاج البيض يتم تجويع الدجاجة لنحو عشرة أيام ليصاب جسمها بصدمة تؤدي بها إلى استئناف وضع البيض بقوة. وبعد مرور حوالي سنتين، وحين ينحسر الإنتاج مرة أخرى يتم قتلها.