أن تكون عجلا
يتم فصل العجل والعجلة عن أمهما فور الولادة ولا يحظيان بتذوق حليبها، حيث يتم شحن أجساد الإناث بالمضادات الحيوية والهرمونات لصناعة الحليب، بينما يتم تسمين الذكور لتهيئتها لصناعة اللحوم.
يعتبر أول أيام عمر العجل هو أيضا أسوأ أيامه، إذ يتم فور الولادة فصله عن أمه التي تخور باكية محاولة العثور عليه بلا جدوى. ولا يحظى العجل بنقطة حليب من أمه، فالحليب حكر على البشر، فيما العجل يتم نقله إلى قفص منفرد، ولا يعود للقاء أمه والشعور بلعقها له.
الإخصاء بدون تخدير
وينتظر العجلات في صناعة الألبان مصير مماثل لمصير أمهاتها، حيث يتم إخصاب البقرة المرة تلو الاخرى لتحمل وتلد وتدر الحليب، ويتم دائما فصلها عن صغارها. وتضطر أبقار هذا العصر إلى إنتاج كميات من الحليب تبلغ أضعاف ما كانت تنتجه قبل بضعة عقود، إذ يتم تغذيتها بعلف مركز يؤذي جسدها، حيث يتم إثراؤه بالأدوية والهرمونات والمضادات الحيوية، بغية زيادة انتاج الحليب. والبقرة في صناعة الألبان، وفي معظم الدول، لا تخرج للرعي إطلاقا، بحيث يسفر تراكم الروث في لحظيرة إلى حدوث تلوثات، كما أن كثرة الحلب تضعف الجهاز المناعي للبقرة، ولا عجب في أن ما يزيد عن ثلث البقرات تعاني من التهاب الضرع. وحين يقل حليب البقرة يتم إعدامها لبيع لحمها.
الركلات والصاعق الكهربائي
ليس جميع العجول في صناعة اللحوم تكون قد ولدت في البلد الذي يتم ذبحها فيه،
وبخلاف الأبقار في صناعة الألبان وعجولها، لا يوجد سوى القليل من قطعان أبقار اللحم التي يتم تربيتها في المراعي في المرحلة الأولى. ولكن في الشهور السابقة لذبحها يتم حبس جميع العجول في الحظائر التي يتم تسمينها فيها لتزيد من وزنها بسرعة. وأحيانا يتم تثبيت رؤوسها في أجهزة خاصة تمنعها من الاتجاه يمينا أو يسارا من مكانها فوق إناء التغذية وذلك لساعات طويلة خلال النهار. أما الأعلاف فعالية التركيز، ما يسبب للعجول مشاكل صحية مثل الإسهال والجفاف والالتهابات، بالإضافة إلى مشاكل في الحوافر والقوائم، حيث يصاب ما يزيد عن 10% من العجول بالعرج، لأن قوائمها لا تستطيع حملها، كما أن الأرضية الخرسانية المائلة في الحظائر تجعل الوقوف أمرا صعبا، فضلا عن أن الروث والبول يسببان مختلف الالتهابات والتلوثات.
ولكن العجول لا تعمر طويلا، ففي الوقت الذي يبلغ فيه متوسط العمر المتوقع للثيران ما بين 20 و 25 عاما، فإن العجل في صناعة اللحوم يتم اقتياده للمسلخ قبل أن يبلغ الثالثة من عمره. وفي مدخل المسلخ تحاول العجول المقاومة والهرب، إلا أن العمال يسيطرون عليها بالركلات والضرب بالقضبان الحديدية والصواعق الكهربائية ويقودونها في الطريق التي تتحول في نهايتها إلى همبورجر أو كباب.